WAEL رئــيـس الــقــلــعــة
عدد المساهمات : 333 نقاط : 9878 السٌّمعَة : 1 تاريخ التسجيل : 23/09/2012
| موضوع: أيـــــن حيــــــاؤكم ...؟ الثلاثاء أكتوبر 09, 2012 10:22 am | |
|
بسم الله الرحمن الرحيم
إن الحياء في الإسلام صفة حميدة وخلق نبيل ... وهو دليل صادق وواضح على مروؤة الشخص وأدبه وإيمانه ... فمن تحلى به فلح ... ومن فقده هلك ... والحياء يُعتبر رقيبا على صاحبه فيُلزمه بالحدود الشرعية التي رسمها الإسلام له ...
أما من فقد هذه الخصلة العظيمة ... فإنه لا يتوانى لحظة عن هتك الأستار ... وإتيان الموبقات ... والتلطخ بالفواحش والرذائل ... كما نجد ذلك هنا وهناك ...
فالحياء علامة خير في النفس ... وأمارة صادقة لنقاء صاحبها ... وهو كاشف لمقدار أدب الإنسان ... فاشمئزاز الإنسان وتحرجه عن فعل ما لا ينبغي دليل على سلامة قلبه وأن فيه خيرا وإيمانا ...
والحياء خلق يبعث على فعل كل مليح وترك كل قبيح ... وهو خلق الكرام ... وسمة أهل الأفضال ... وفي ذلك قال الحكماء : " من كساه الحياء ثوبه لم يرى الناس عيبه " ...
وقال الشاعر :
ورب قبيحة ما حال بيني *** وبين ركوبها إلا الحياء
أما إذا رأيت الذي لا يكترث ... ولا يبالي فيما يظهر منه من فعل أو قول ... فذلك سبب لقلة حيائه وضعف إيمانه ... فيكون وقحا فيما يفعل ... معرضا عن الحق في ذلك ... لذلك قال صلى الله عليه وسلم : " إذا لم تستحي فاصنع ما شئت " السلسلة الصحيحة للألباني .
قال الشاعر :
إذا رزق الفتى وجهاً وقاحاً *** تقلب في الأمور كما يشاء فمالك في معاتبة الــــذي لا *** حياء لوجهه إلا العنــــــاء
قال أبوحاتم : " إن المرء إذا اشتد حياؤه صان ودفن مساوئه ونشر محاسنه " .
وقد جاء في الصحيحين عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " الإيمان بضع وسبعون شعبة فأفضلها لا إله إلا اللّه وأدناها إماطة الأذى عن الطريق والحياء شعبة من الإيمان " .
وقال صلى الله عليه وسلم : " إن الحياء والإيمان قُرنا جميعا فإذا رُفع أحدهما ؛ رُفع الآخر " صحيح الجامع للألباني .
قال بعضهم : " والسر في كون الحياء من الإيمان لأن كل منهما داع إلى الخير مُقرب منه صارف عن الشر مُبعد عنه ، فالإيمان يبعث المؤمن على فعل الطاعات وترك المعاصي والمنكرات. والحياء يمنع صاحبه من التفريط في حق الرب والتقصير في شكره. ويمنع صاحبه كذلك من فعل القبيح أو قوله اتقاء الذم والملامة " .
وقد ضرب لنا النبي صلى الله عليه وسلم أروع الأمثال في الحياء فقال أبو سعيد الخدري رضي الله عنه : " كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أشد حياء من عذراء في خدرها وكان إذا كره شيئا رُئي ذلك في وجهه " صحيح الجامع للألباني .
وأبرز ما يتميز به الإسلام من فضائل هو الحياء ... ولذلك قال صلى الله عليه وسلم : " إن لكل دين خلقا وإن خلق الإسلام الحياء " صحيح ابن ماجة للألباني .
فلابد للإنسان من أن يمتنع عن كل ما يستقبحه العقل وما لا يقبله الذوق ... والكف عن كل ما لا يقبله الخالق والمخلوق .
وهذا الخلق الحميد يحبه الله تعالى ومن أحبه الله أحبه الناس ... وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم للأشج العصري : " إن فيك خصلتين يحبهما الله الحلم والحياء" صحيح ابن ماجة للألباني .
قال بعضهم : " ويكون حياء الإنسان من الله سبحانه وتعالى ، وهو أعلى درجات الحياء بامتثال أوامره وترك نواهيه ، وعدم التقصير في طاعته . وهنا يكون الحياء دليلاً على صحة الدين وقوة الإيمان " .
أما فاقد الحياء فإنه قليل المروؤة ... ضعيف الإيمان ... لا يخجل من فعل الشر ... ولا يؤتمن على عرض أو مال أو سر ... بذيء في كلامه ... وقح في أقواله وأفعاله ... فمه مليء بالفحش ... ولسانه مليء بالعيب ... لا يخجل من ذكر العورات ... سيء الخلق والأدب ...
قال بعضهم : " إذا حُرم الـمرء الـحياء فإنه بكـل قبيح كان منه جـدير ؛ يرى الشتم مدحا ، والدناءة رفعة ، وللسمع منه في العظات نفور " .
وقد قيل قديما :
إذا قل ماء الوجه قل حياؤه *** ولا خير في وجه إذا قل ماؤه حياؤك فاحفظه عليك فإنمـا *** يدل على فعل الكريم حيـــاؤه
| |
|